بسم الله الرحمن الرحيم
شعرت اليوم بحنين إلى قلمي , لقد فارقته منذ زمن طويل وقد عزمت ألا أعود إليه , لكنني أشتاق كطفل ضاع بين الزحام فرحا بلعبته فلما التفت لم يجد أمه.
لقد كانت الكتابة دوما ملجئي في ضعفي وقوتي وعزمي وحتى في أحلك الساعات, أجد فيها مُتنفسا لأخرج عقيدتي التي ممنوع أنا من البوح بها صراحة أمام العالمين , وأخفيها تلطفا بأمي وأخوتي .
لقد رسمت لوحة فنية في داخلي عما أريد , وصحوت فَزِعا مما أراه قادما من بعيد , يطوي المسافات الطوال كأنما برق ورعدٌ والسماء تزينت بالغيم معلنة أن " لن أكون " .
لست أدري بداية الحكاية ومستقرها , لكنها كانت هناك منذ الأزل البعيد. لم يأتي يوم إلا كانت الأمنية حاضرة واللسان يلهج والفكر يسبح ثم .... ثم أفيق على سكرةِ الدنيا بأني " لن أكون ".
هي حاصرتني وقيدتني وأربكتني حتى دنوت من السكون بل قد دنوت من الهلاك , نسيت يوما أنني ما خلقت لأعيش في كنف الهناء مُنَعَّمَاً.
صرنا نطارد قُوْتَنا أو هو يطاردنا لست أدري لكننا كالعبيد نحيا ونموت.
أظنُّ أن الصمت أبلغ فعلى أي حال لن يفهم الكلمات من لم يفهم المضمون. عقيدة مدفونة وحلمٌ بعيد.
يا رب طهر مهجتي وأجعلني كما تحب وترضى واستخدمني فيما تحب وترضى وإن كنت مقصرا عاصيا , فليس لي إله سواك لأدعوه ولا ربَّ إلاكَ فأرجوه.